أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

23rd of February 2011

its Wednesday 23rd of February 2011 - 19:37 pm

شكراً تذهب إلى مروة ، فقد كتبناه سوِّيه

سأمت غبار شمسنا الحارة في الصيف ، سأمت برد صحرائنا القاسي .. مللت زحمة شوارعنا الجميلة ، و عطشت لدفئ حضنكِ البارد .. أسيرُ في طرقاتٍ تشع ظلمة ، أسيرٌ بين زمان الآن و الآتي .. كل شيئ يبدو كلا شيئ في ظروفٍ لم أعد أفهمها. ككتاب مليئ بصفحاتٍ فاضية ، و كلماتٍ تنقصها حروفٌ عديدة ، و أيامٍ إختفت منها الأربع و العشرين ساعة .. هذا أنا الآن ، و هذا ما لا أُريده في الآتي

عزائي الوحيد هو كل لحنٍ ألّقتهُ لتلوين كلماتي لكِ .. عزائي الوحيد هي كل جملة قلتها و أبكتكِ ضحكاً .. عزائي هي شهورٌ أمضيتها و أنا أنتظر سماعكِ و أنتِ تتنفسين

خاض الحزن معركة الحب و الكراهية ، تغّلب على الغرور و إستولى على مدينة الكبرياء .. غزا الإكتئاب و لم يبقَ سوى الحزن ليروي قصتي معكِ .. لم يبق سوى تلك الدموع التي سقطت على رسائلكِ .. لم يبقى من المشهد سوى .. أنا

و ها أنا أُحدّث نفسي و أحياناً أبتسمُ لوحدي، و لا يؤلم أكثر من حديث النفس غير أن أمضي الليالي التي تركتيها باردةًٍ مظلمة ، وحيداً ، أٌُفكر .. ولا أملِكُ القدرة لأن أصل إليكِ ..أو أسمع صوتكِ ، أرشف أنفاسك ، لا أملكُ سوى صدى تلك الذكريات ، و أخاف فعلاً أن تتلاشى و تمحى

لم و لن تكن الحياة دائماً مصدر فرحٍ و أملٍ و بسمةٍ و ألوان قوس قزح متناثرة في أرجاء المكان الذي نسكنه أو نرتاد إليه .. إذا أردنا أن نكن واقعيين، فعالمنا أيضاً فيه الكثير من ال "لا " و الحزنُ و الألمُ و الركودُ و الأسوّد و الكحلي و الرمادي و كل تلك الألوان الداكنه .. ذلك هو الطريق .. فيه من هذا و ذاك

إستيقظت من نومي ذات يومٍ، فتحتُ عيني و وجدتُ أشعّة الشمسِ بلونها الذهبي وقد وصلت لتلامس جسدي كالملاك .. تضع أناملها على رأسي، و تمسح شعري .. تهمس لي " اليوم ليس هو الأمس ، اليوم أجمل" و على همساتها بدأ يومي..
اليوم أختار أن أغض النظر عن تلك الوجوه العابسة. اليوم أختار أن لا أُشاهد إلا ذوي الفاه الضاحكة . اليوم أختار أن أضحك حتى تدمع عيناي .. فقد جربتُ دموع الحزن و الفراق و البعد ، اليوم أُريدُ دموع فرحٍ، حتى و إن كانت لها صلة بحبكِ، يا من كنتُ أحبكِْ

سأجعل يومي هذا مكرس لبحث تلك السعادة التى كانت و لم تكن معكِ .. مللت الألوان الداكنة تلك التي لابد منها.. ولكن اليوم ، أحمرُ لون ثيابي ، أصفرُ لون حياتي ، أخضر لون طعامي، أزرق لون حدودي.. سأكون اليوم حُراً بعيداً عن القفص الرمادي الذي رميتيني فيه.. بعيداً كل البعد عن روتين القلق الذي تركتيني معه

كم هو مريحٌ غبار تلك الشمس الحارة ، و كم هو لطيفٌ بردُ صحرائِنا ، و كم هي جميلة شوارعنا المزدحمة.. أصبحتُ في هذا اليوم كالكتاب المفعم بالصّفحات ، و الكلمات المليئة بالحروف ، و أيامٍ زادت عدد ساعاتها عن الأربع و العشرين .. هذا أنا الآن ، و هذا أنا في الآتي