أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

13th of March 2011

its Sunday 13th of March 2010 - 16:36 pm

كعادة أيامي الجديدة بعد أن إنتهيت من الدراسة الجامعية و بدأت حياتي العملية .. أصحوا في الصباح الباكر قبل تغريد العصافير، قبل إطفاء أنوار الشوارع لبداية يوم جديد .. أذهب الى العمل و تبدأ قصة يوم قد تكون من التي أرددها كثيراً بعد ذلك، و قد تكون كتلك التي تُرمى على أرفف الذكريات المنسية .. هل بإستطاعتنا أن نخلق نحن القصص؟ و نجعلها كلها مثيرة و تستحق الحديث فيها ؟ أم أن القدر قد كتب لنا تلك القصص في وقت سابق و ينتظرنا لنخوض فيها؟ و لا أقصد بخلق القصص أن نختلقها ، بل تجهيز الظروف المناسبة لحدوثها .. و كم هي مللة تلك القصص التي ترويها لنفسك في المساء قبل معانقة الأحلام ،إن لم يحتويها ما يجعلك ضعيفاً عند تواجدها و يفقدك الكثير من قوتك ، أو يزيدك قوة أحياناً .. كم هي مملة تلك القصص إن لم تتسيدها مَلِكةً تنحني ولائاً لها .. أميرة تفخر بخدمتها .. وردة تموت أنت عطشاً لترويها .. غزالة لا تهاجمها الفهود الجائعة لروعة جمالها .. إنسانة واحدة تحمل كل ذلك الوصف ، فالنتخيلها

ينقصها شيء هذة الحياة التي لا تملك مثل تلك ، ينقصها ذاك الخيال المتكون في شكل إنسان.. تنقصها القصة التي لا نستطيع خلقها أو إختلاقها ، فربما هي فعلاً أقدارٌ قد كُتِبت، و لن نستطيع قراءة سطورها إلا في موعدها

قاسيٌ بعض الشيئ قد أكون عندما أبدأ بلوم الطفل البريء في داخلي عند محاولتهه لترك الطفولة و السير في طريق التكابر .. فكم جميلة هي الطفولة، و كم هو جميلٌ أن يكون أكبر هَّمُنا لعبة مرمية تحت السرير و لا نستطيع إيجادها .. أو كرة رُكِلت فوق الشجر و يصعب علينا إنزالها .. أشياء و إن كانت علينا غالية، فلا بأس بتركها و الإستغناء عنها .. و يا ليت لو كانت أُمورنا بتلك البساطة الأن، ففقدان أصغر الأشياء قيمة قد يعني الكثير اليوم .. كلما كبرنا، زادت الأمور أهمية و زادت رغبتنا في الحفاظ على كل ما نراه حولنا .. لأننا فقدنا مناعتنا بالمقدرة على التخلي عن أي شيء، و أصبحت صعبة فكرة البحث عن الجديد

أُحارب نفسي كل ليلة أقضي دقائقها الطويلة على الفراش آملاً في كل دقيقة أن تكون الأخيرة حتى أخلد للنوم و أصحوا في الصباح المعتاد ذاك، راجياً أن يكون هو الذي ألتقي فيه بقصتي التي سأتشبث بها هذة المرة و سأرويها طويلاً بعد ذلك .. و لكني أجد نفسي في تلك الحرب التي خضتها في المساء مجدداً، مقنعاً قلبي بأن لا أبحث عن القصة، لأني سأجدها في مكتبتي عندما يحين موعد إصدارها .. و سيُكتب على غلافها:

لا تبحث عن الحب ، فما أجمل أن تلتقيه صدفه