أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

11th of April 2011

its monday 11th of April 2011 - 4:42pm

صوت دقات المطر القوي والذي يهطل علينا وعلى غير العادة، أكم يُشبِهُكِ .. يشبه حضورك الذي لطالما كان نادرا.. ولكن عند قدومك أو قدومه، يفرح أطفال مدينتي.. تُرسم لوحات الفرح على جدران البيوت .. تتلألأ النوافذ بلمعات قطرات المطر التي تزحف عليها ببطء وكأن النوافذ التي أقف أنا خلفها متمسكة لا تريد لتلك القطرات أن تنزل من عليها.. تُفتح أبواب المنازل لنرى أمهاتنا على عتباتها، معاتبة أطفالها راجية منهم الدخول تحت سقفها، ولكننا نجدها فَرِحَةً ترفع يديها للسماء داعية رب الأرض والأمطار أن ينعم على من هم فرحين بفرحة أكبر تبقى ببقاء المطر.. يصبح تغريد العصافير أحلى .. تصبح رائحة الهواء كرائحة أشجار الليمون والياسمين التي تجتاح أحياءَنا .. كل شيء بهطول المطر يصبح جميلاً، وكل شيء بهطولك يصبح أجمل .. يا أجمل الأمطار وأحلاها ندرة

أحببنا المطر كثيراً لأننا لا نراه كل يوم .. وأصبحنا كالأطفال المستمتعين بخصوصية فرحة هدية العيد كلما أقَبل، لأنهم لا يرونها إلا مرتين في العام، ونحن لا نرى المطر إلا نادراً. ياهٍ لتشابهكما في الجمال، والصوت، والرائحة .. وكم أود أن تكوني دائماً مثل المطر، إلا في ندرته. يبارك الناس لبعضهم بهطول أمطار الرحمة، وأنا أبارك لنفسي كلما هطلتي على وجهي و كتفي .. راجياً من بعثكِ بأن لا تتوقفي عن المجيء إلي .. إلي فقط .. فليستمتع العالم بأمطار السماء، ولأهنأ أنا بمطري

أنام على سريري و أستمع إلى صوت المطر القادم من خلف ستائري .. لا أتحرّك من مكاني .. أسمعه على طاولة الحديقة يعزف، وأسمعك تطرقين بأناملك على نافذتي تأملين أن أفتح و لكني لا أترك سريري .. تهمس لي صديقتي، وسادتي .. ماذا تفعل؟ لمَ لا تفتح لها؟ .. أبادلها النظر فتبتسم، وكأنها فهمت من عيوني أني أخاف فتح النافذة لأني لا أُريدُ أن ألتقي بمن سيرحل سريعاً .. هكذا تعودنا أمطارنا ، وهكذا تعودت عليك. تهمس لي وسادتي، فرحتُكَ في هذة الثواني القليلة قد تكفيك سنين من عمرك، وكلانا نعلم أنك لا تريد تفويتها .. ومن دون تفكيرٍ هرعتُ من مكاني مسرعاً، لأفتح نافذة مشاعري عليكِ .. مددت يدي للخارج، لأشعر بملمسك يداعب جلدي .. تحتضنين ذراعي .. أُخرِجُ وجهي قليلاً وإذ بك تتركين عليه قُبلاتٍ صغيرةٍ متفرقة .. أُغمض عيناي فلا أُريد أن أراكِ ترحلين .. أسمع الهمسات ولكنها ليست وسادتي .. إنها أنت هذة المرة، إنه المطر .. تهمسان، لا تقلق .. فأنا لا أرحل بعيداً عنك .. أنا لست مطرك فحسب، بل أنا شمسك وقمرك وكل شيء جميل