أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

من المخازن



أتصفح أحدى المدونات لشخص أعرفه من خلال هاتفي وأنا جالسٌ في قسم المخازن في مكان عملي.. أسبحُ في بحرٍ من حروفٍ جميلة غطت تلك المدونه الرائعة.. حتى شعرتُ بإلهامٍ غريب يدق باب عقلي وقلبي، وأنا الذي لم أكتب منذ فترة، ففرحت. وما أن شعرتُ بالإلهام حتى ذهبت أبحث في المكتب عن قلمٍ لأكتب، ولم أجد سوى قلمٍ أحمر. أحسستُ حينها بسلبية مفاجئة، وكأن هناك شيئاً ما يقول لي: لا تكتب. ولكني أصريت على أن أدوّن ما بخاطري، وأكتب عن ما يجول في عقلي، عن أمورٍ تكاد تشتتني وتحطمني. وما أن أمسكت بالقلم ، حتى رن جرسُ الإنذار في القسم، منوّهاً لوجود حريق، آمراً أن نخرج من المكان الذي نجلس فيه، ففعلنا. تركتُ القلم على الورقة ورحلت بعيداً خارج المبنى، إلى أن أتى رجال الإطفاء لتحري الامر، وبقينا تحت أشعة الشمس حتى تأكدوا من خلو المكان من أية حرائق، وبعدها عدنا

غريبٌ جداً كان ذلك المشهد بالنسبة لي.. وهو عندما عدت إلى المكتب لأرى القلم على الورقة الخالية من الحروف.. مثيرةً كانت الأحداث .. فبدايةً بالقلم الاحمر، وبعدها جرس الإنذار.. وكأن أمراً ما لا يريدني أن أكتب .. وكأن الأقدار لاتريدُ لتلك الصفحات أن تُلَطَّخ بالأحمر.. وكأنها تطلب مني أّلا أنقل ما يحبطني ويزعزعني، لكي لا أعود لقرائتها في ما بعد. حدث هذا منذ دقائق، وقد يطول التفكير في تفاصيل الأحداث لأيامٍ في مخيلتي

لقد كانت إشارة لي .. وأنا من لم أؤمن بالإشارات من قبل، إلا أنني اليوم أيقنت وجودها، و آمنت بها. ولستُ مستعداً لأن أُعارض الاقدار، وأُخالف الإشارات .. ليس اليوم على الأقل. خصوصاً أنها كانت إشارات إيجابية، تدعو لترك الكتابة عن كل ما يزعجني، والتفكير في ما يفرحني على أقل تقدير. لذا سأكتفي بما كتبت، وسأعود عندما تطلب مني الإشارات أن أعود .. وعندما يكون القدر بأن يكون قلمي أزرق اللون