أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

في مثل هذا اليوم، أتيْت




أنا فعلاً أفتح هذة الصفحة و أكتب عليها من دون أية خطة لما سأكتب عنه .. لكن لنرى إلى أين سأصل في نهايتها .. فكما يقول البعض، ليس مهماً من أين تبدأ و لكن المهم هو أين ستصل. و البعض الأخر يقول، لكل نهاية سليمة يجب أن تكون البداية سليمة كذلك.. لكني أجد نفسي اليوم في نهاية عامي الواحد والعشرين، و بداية عامي الثاني والعشرين في عالمنا الجميل. لا أتذكر من أين إبتدت الرحلة، و لست متأكداً كيف إنتهت. لقد كان عاماً طويلاً و فيه العديد من الأحداث والفعاليات والضحكات والأحزان. العديدُ من المناسبات الفَرِحَه, والعديد من زياراتٍ للمقابر. الكثير من التعّرف على أشخاصٍ جدد، والكثير أيضاً من رحيل أشخاصٍ آخرين. ليسوا كلهم بنفس القدر بالتأكيد .. ففي بعض الأحيان قد يرحل أشخاصٌ كثر، و لا تشعر برحيلهم أبدأً .. وكأنك كنت تنتظر ذلك الموعد.. وفي أحيانٍ أخرى قد يرحل شخصٌ واحد فقط، ويشعرك بأن ألوان الحياة قد رحلت معه، لتصبح حياتك كلها كمشاهدة فلمٍ قديم، تتقطع فيه الصورة، وتهتز في أحيانٍ كثيرة .. ولكن على الإنسان أن يستمر ما دام هو قادر على التنفس
على الإنسان أن دائماً يبحث عن علبة الألوان تلك التي إختفت، و يبدأ يتلوين حياته فور أيجاده للعُلبه. قد نُخطئ بالتلوين في البداية، فمن الطبيعي أن لا يستعيد الإنسان كل طاقاته على الفور.. قد نجد أنفسنا نلوّن البحر بالأحمر، والشمس بالأزرق، والأشجار بالأصفر .. قد نجد أنفسنا تائهين، وهنا فقط نتعلّم معنى كلمة صديق. كلمة هي أكثر من مجرد وصف لشخصٍ ما .. هي إسمُ وفعل .. هو مسمى يفخر به الإنسان الذي يحمله قبل إسمه ، مثل "معالي وسعادة ودكتور وأستاذ " .. هنا فقط يخرج لنا من يهتم بنا كما نهتم بأنفسنا، ويدلنا على الطريق، ويمسك بيدنا، ويضع فيها الألوان المناسبة لكل جزء من حياتنا. الصداقة نعمة، يجب علينا المحافظة عليها.. الصداقة قد تأتي في أغلب الأحيان قبل الماء والملجأ والحب .. إن تواجدت الصداقة، تواجد كل ذلك بعدها
وأن كانت للصداقة مكانٌٌ في عالمنا، فيجب على اللحظات الجميلة بأن تتواجد كمقعداً أيضاً، و قد جلست على العديد منها في عالمي الواحد والعشرين .. تذكُّرُها لن يكون صعباً علي، فهي فعلاً عظيمة و عميقة ، أفرَحَت الكثير من حولي كما أفرحتني .. و أنا دائماً أُردد، إن أردّت أن تضاعف فرحتك فلابد أن تشاركها مع غيرك .. لا نملك حياتنا في معظم الأحيان، فلنُشرِك الآخرين فيها بأشياء تُفرِحُهُم و تُفرِحُنا.. لنحاول بأن نكون مصدر فرحٍ للآخرين، لا العكس
كان هذا عامي الواحد و العشرين بشكلٍ سريع و مبسط،، آملاً أن يكون عامي الجديد فيه الكثير من العلم والتجربة الحياتية والحب. كانت بدايتي لهذا النص غير واضحة أمامي، ففي الكثير من الأحيان لا نعرف ماذا نريد في البداية، و لكن لا بد من إتضاح الصورة كلما أقدمنا. من الصعب أن نضع حداً لأمنايتنا و طموحاتنا، فمن وضعِ حداًَ لها، لا يستحق أن يعيش.عندما نكبر كل عام، على أمنياتنا و طموحاتنا أن تكبر معنا.. عندما نكبر كل عام، علينا أن نزداد تأثراً و تأثيراً في عامنا و عالمنا