أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

يناير، واحد وثلاثون



عامٌ جديد، ويوم أول كبقية الأيام السابقة. فرصةٌ أخرى، فرصةٌ أولى
 للبحث عن جديد. عامٌ سابقٌ غريب، وعامٌ قادمٌ أغرب. 

لا شيء سوى مشيٍ من دون هدف، وكأن ذلك هو الهدف.

أتذمر، ثم أرى العالم، فأستريح.

أنا والشوقُ أعداءٌ إلى الأبد، نكره بهضنا البعض.
 يُعاقبني كلما تجاهلته، ويؤسفني أن لا أفهمه.

ليست الحياة قصيرة إلا لمن اشتاق الرحيل.

لدي من الأصدقاء ما لا يملك أحد، وأنا أشدهم تقصيراً.
 أطلب المعذرة في سري، وأقسو في العلن كثيراً.

وحده البحر يعلم كل شيء. 

الحياة مدهشة وكريمة، إلا أن الإنسان سرق منها الكثير حتى تركته ورحلت.

سقوطٌ إلى الهاوية، ثم راحةٌ طويلة، طويلةٌ جداً. 

هذا العمر يشارف على البداية في لحظة، ويقترب من النهاية في أخرى.
 ونحن لسنا سوى منتظرون بين اللحظة والأخرى.

طريق النجاة والخلود وعر، ولم يستطع أحد الوصول إلى آخره حتى اليوم.
أتينا للدنيا لنقومَ بعملٍ واحدٍ فقط، أتينا لنختار.

قضيت السنين وسأمضي ما تبقّى باحثاً عن نفسي،
 ولا أظن أني يوماً أجدني. 

أحسب أني في الحياة أتعلم، وأجد أني في الحياة لا أعلم شيء.
 نحن صغار مهما كبرنا، نكبر ونزداد صغراً.

صمت، ما لنا إلا الصمت بينهم.

نظن النهاية بعيدة، إلا أنها أقرب إلينا من أي شيء.
 نمضي، ولا نتوقف إلا عندما نرفض التوقف.

نجد الأمل في من نحب، ونجد من نحب وسط عالمٍ مليءٍ بالكره.
 ليس المهم أن نجد، المهم أن نظل نبحث.

وحدهم الأحرار الحقيقيون، هم من يعلمون عن الحياة كل شيء.
 أما نحن، نكبر كل يوم ويزداد ابتعادنا عن الحرية.

أرى هدفي أمامي، لكني لا أرى الطريق إليه. 

لا شيء أصعب من موت العزيز إلا رحيله.
 الموت صعبٌ، ولكن الرحيل مؤلم.

تمنيت لو كانت الحياة مجرد نجاحٍ وفشلٍ فقط،
 لكننا نمضي ولا ننتهي منهما أبداً. 

حب الحياة شيء، وتقبّلها شيءٌ آخر.

ما لنا عن الحزن بديل، فهو الشعور الصادق، والألم الكريم.

أريدُكِ حد البكاء، وأنا لا أبكي إلا لموتِ عزيز. إما أن تقبلي
 بي لنبكي طويلاً معاً، أو ترفضيني فينتهي بي البكاء.

رحَلَتْ. فمضى ثقيلاً، كرجلٍ يحمل أرضه على كتفه ومن تحته
 يعرقله فراغٌ لا يكاد ينتهي. رحلت، فغدت السماء مسرحاً
يؤدّي فيه البكاء أجمل رقصاته.

لا يقتلني في الحياة شيءٌ أحدّ من الوقت، ولا يقلقني ولا يبعثرني
سوى صوت الوقت. كم وددتُ لو يتوقف قليلاً، كم وددتُ لو يستريح.

نظن بأن الغد أفضل، وندعو كل يومٍ لغدٍ أفضل،
وننسى اللحظة الآنيّة. نرمي ثقلنا على الغد المسكين،
 وحين يأتي، نهاجمهُ وننظر للغد.

كالمطر في بلادنا أنتِ، نحبكِ ونشتاقكِ طوال العام.
 وحين تأتين، الكل يختبئ منكِ. لا أعلم إن كان العيبَ فينا،
 أم العيب في المطر وفيكِ.

لا صوتَ أحقر من ذاك الذي يطرق باب مخيّلتك
بعد أن كافحت حتى وصلت إلى الطريق،
 فتسمع: أهذا حقاً هو الطريق؟

الحياةُ حلمٌ طويل، وأحياناً أقصر بكثير.
 من فقد القدرة على الحلم،
فقد من الحياةِ الدرب اليسير.

ننتظر طويلاً، وحين تأتي لحظة الحسم نتغاظى
 عنها وكأنا لا نراها، ثم نمضي بقية العمر نوبّخ القدر.

أنا مجرّد إنسان.