أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

ليلة



مشيت على رصيف العمر بليلةٍ..
أجرجر من خلفي أفكاراً تقودني..
مشيت والليل يحيطني.. والبرد يتدحرج من فوقي..
والصمت يملأ الشوارع.. والأسود لون الشوارع..
كل شيء يستكين، إلا من صوتٍ رفيع عند أول الشارع..
 
ليس ذاك بطريقي.. ولكن سم الفضول بدأ يجتاحُ وريدي..
فمشيتُ على رصيف العمر بلهفةٍ.. مسرعاً، ليرتفع ذاك النحيب..
وإذ بها باقة وردٍ معطرٍ، ترتمي وسط الطريق..
تبكي وتشهق.. وتغطي وجهها.. خجلاً من ما حل بها..
ألماً على مصابها.. حرقةً من من رموها.. وتركوها.. وغرقوا في أنانيتهم..

أمسكتُ بها.. حملتها.. وهمستُ وأنا أحضنها..
ما بك تبكين؟ ألم تكوني من قبل سبب سعادة العاشقين؟
فزاد بكاؤها.. وغنت في وسط البكاء..
وأين هم العاشقين، اللذين بدلوا الأقدار..
واللذين لا يريدوني معهم، بصحبة الأشعار..
أين هم من رموني.. وبات الحب في شجار..
ها هم نسوا أني أُهديتُ للعالم فرحه.. ها هم نسوا أني مطيلة الأعمار..
نسوا أني في كل زاوية أمكث.. وفيني تمكث الأسرار..

فقبلتها.. وإلى بيتي أخذتها.. وعند الباب قبلتها..
وعلى السرير قبلتها.. وعند الصبح قبلتها..
ومضيت على رصيف العمر، أتلهف آخر النهار..
لأطالع من وقعتُ بها.. ومن أعشق النظر لها..
لأحتضن الأمل الجديد.. بقية عمري المديد..
وأنتظر في كل يوم.. من تحمل باقة الأزهار

No comments:

Post a Comment