أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

قال قلبي



لا تنتظر، فكل الذي تريد قد لا تريده لك الحياة. وكل الذي تبغض، منك يوماً قد يقترب. عش كما يعيش الهواء، طليقاً يُحيي البشر، وكل ما على الأرض يمر. عش كما تعيش السماء، لا تعرف لنفسها حد، فتنطلق، ثم تنطلق. وحين تصاب بالتعب، تتوقف قليلاً لترى نفسها فوق الجميع، بعيدةً عن كل أمر. عش كما يعيش القدر، أمراً مسلّماً، حقّاً مؤكداً، طريقاً ودروساً وعِبَر.
 
هذا كان جواب قلبي، حين تحدثنا عن العمر. حين تناقشنا عن وجودي، وعن ضميري، وعن الشمس والقمر. يريدني أن أعش، كما لا يعيش البشر. كالهواء، والسماء، والقدر.
 
وماذا بعد يُخفي القدر؟ وما للحب لا ينتشر؟ أكره أن أكونَ غبياً، لكني أشتاق الغباء الذي تخلّفه قصص الحب. كل المحبين يقومون بأشياء غبية، وما أجمل الغباء الذي يخرج من الأحبة. كل غباءٍ قبيح، إلا غباء الحب وبعض الذي يزور القدر.
 
للقدر علينا حق. لابد أن نقضي بعض الوقت للتأمل والتفكر بالقدر. فكم من مرةٍ فضّلنا فيها الصُدَف على المواعيد وعلى مخططات العمر؟ ولم يخطر ببالنا أبداً أن الصدف ليست سوى أقداراً مكتوبة مالت نحو طريقنا. كل صدفةٍ جميلة هي هدية من الحياة، ومن رب الحياة.
 
يا ربي، بارك لي في قدري، وفي وقتي، وفي صمتي، ورقق لي صوت ضميري. إلهي، إني برغبتك وُلِدت، وبرغبتك أموت.. وبينها لا أملك سوى الانتظار. ومن الأرض خرجت، وإلى الأرض أعود. هي المهد والطريق والقبر. منها ينبت الدعاء، وبها أشتم رائحة السماء. يا ربي، بارك لي في أرضي.. بارك لي في أرضي
 
 
 


No comments:

Post a Comment