أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

كانت هناك


كانت هناك امرأةٌ يوماً..
وكانت هناك حياة..
وكان الليلُ مضيءٌ 
وكان العمر مليءٌ بالضحك، والعطر، وأحن الذكريات..

كانت الأزهارُ تفرح، والعصافير في وسط الأزهار تسبح..
والعناقيدُ تتدلّى، والمصابيح تترنح..

تلك اللوحةُ رُسِمَت، بِيَد السماء مرة.. تلو مرة.. تلو مرة..
تلك اللحظة كررت نفسها ألف مرة..
حين جلسنا معاً، أنا وصديقي الشعر.. وتلك المرأة..

وبعد المرة الألف، انسحب الشعر منّا..
وصّب علينا القدر همّاً لا يودّعنا..
وارتمت في احضانها ترانيمُ تشييعنا..
وحضرت الملائكة، وحضر الموتُ ليأخذني..
حتى لا أراها ترحل، فأبقى على قيد الحياة دون حياةٍ تجمعنا..

رحلت.. في غمضةِ عينٍ رحلت..
فلا حبُ تذكرت، ولا حبُ عليه حنّت..
ولا تذكارُ أبقت لي، ولا قصيدةٍ تركت..
وأنا الآن هنا، بعيداً عن الأزهار..
قريباً من الأرض التي، يُدفَن فيها الأحرار..
فلا عمرُ تبقّى لي، إن لم نكن معاً..

ولكن سأنسى قليلاً..
بل سأنسى كل شيء، كل الحزن والألم..
وسوف أحبها دوماً..
ولن أذكر إلا الشعر، إلا سعادتي حينما
كانت هناك امرأةٌ يوماً.. 

No comments:

Post a Comment