أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

بالعربي

في افتتاح مهرجان المسرح الخليجي هذا العام، صرح صاحب السمو حاكم الشارقة بكلمة رائعة تجاه المسرح والفن حيث قال: "المسرح يطهّر الناس من أوجاعهم". ويقول الفنان العالمي بابلو بيكاسيو: "الغرض الحقيقي من الفن هو غسل غبار الحياة اليومية من نفوسنا". أما أنا، فأعتقد أن الفنون بكل أشكالها، هي الدواء للعديد من مشكلاتنا ومصاعبنا، وهي السعادة في الحياة وروحها الحقيقية. فالعالم من دون فن، كصخرةٍ سوداء مغبرّة تعيق على الناس الطريق، والمدينة من دون فن كلوحةٍ بيضاء فارغة أضاع صاحبها فرشاته، والإنسان من دون فن يبدو جافاً شاحب اللون والمنطق والتفكير. الفن بكل أشكاله، الكتابة والرسم والغناء والتمثيل والنحت والرقص والتصوير والإلقاء والإخراج وحتى الإبداع في الطهي أو الرياضة أو الاختراع، كلها فنون تضيف إلى 
حياتنا حياةً إضافية، وتذكرنا بجمال الحياة حين تُقفل في وجوهنا أبواب السلبية.

تحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة عدد كبير من الفعاليات والمعارض الثقافية والفنية في كل عام، وأصبحت الإمارات
 اليوم وجهة فنيّة يقصدها العديد من الفنانين والمهتمين بالفن من كل أنحاء العالم وهي تصر على التواجد بقوة في شتى مجالات الحياة ولاسيما الفنية منها، وما هذا إلا دليل واضح على اهتمام الدولة بالفنون، والإيمان التام بأهميتها وقوة تأثيرها الإيجابي على الأفراد. وتعد أيضاً استضافة الأحداث الفنية تشجيع علني لشباب الإمارات بالبحث عن أنفسهم من خلال الفنون الجميلة، خصوصاً بعد بروز عدد من الأسماء الإماراتية اللامعة في هذا المجال. ويأتي إطلاق مشروع "دبي تتحدث إليك" والذي أُطلق مؤخراً لتحويل دبي من مدينة للمال والأعمال إلى مدينة تحمل الفن والجمال في قلبها كما تحمل قاطنيها ومحبيها. إطلاق هذا المشروع ما هو إلا تأكيد على أهمية تواجد الفن بشتى أنواعه في حياة الإنسان، وما قد يضيف من طاقة إيجابية لممارسيها وحتى الناظرين إليها.

الفن هو اللغة الوحيدة التي يتقنها العالم بأكمله ولا تجمعهم عادات أو معرفة أو ثقافة معيّنة، إنما يجمعهم جمال ما قد يرونه من خلال لوحة أو يشعروا به من خلال قطعة موسيقية أو عرضٍ ما. الفن أداة للتعبير عن رأي أو فكرة معيّنة بطريقة مختلفة أكثر حيويةٍ وإقناعاً. الفن قد يلهمنا نحو أفكارٍ جديدة، وأهداف جديدة. وكم أتمنى أن تهتم مدارسنا بالفنون كما تهتم بالمواد العلمية، وأن تؤمن بأهميتها في تطوير شخصية الطفل ومهاراته وأفكاره وإحساسه. لا يكتمل مجتمع من دون تواجد الفنانين فيه، ولا يلمع وطن إلا بقلم كتّابه أو ريشة رسّاميه.

أن تصبح فناناً حقيقياً يعني أن تبدأ بطرق أبواب الإبداع، وأن تصبح مبدعاً يعني أن تتخلى عن خوفك من الفشل. لكي تصبح فناناً، عليك أن تكتسب ثلاثة أشياء: الخبرة والمعرفة والشجاعة المطلقة. 

No comments:

Post a Comment