أكتب لأن في هاتفي أحرف عربية

بالعربي - خمسة



أتعلمين يا سيدتي معنى أن يصاب أحدهم بالحب منذ أول نظرة، ثم يغرق بعدها بالحب مع كل نظرةٍ جديدةٍ ألف مرة؟ أتعلمين يا سيدتي معنى أن تكون الزيارة الأخيرة إليكِ شبيهةً بالزيارة الأولى؟ يعتبر هذا إنجاز، بل يصل لحد الإعجاز، يا سيدتي. كتبت لهذه المجلة في كل نسخة دون تردد فور أن أُخبرتُ بعنوانها، حتى أصبحتِ أنتِ عنوانها، ففقدتُ الأحرف كلها، وظللتُ الطرقات كلها، وتأخرتُ كثيراً في تسليم هذه المقالة. كيف لي أن أصف حقيقة الحب في بضع كلمات، وكل معاني الجمال في بضعة أسطر. أنتِ يا سيدتي، كالموسيقى الرائعة، لا يختلف أحداً على سحرها. أنتِ كآخر بيتٍ في معلقة خطّها قيس أو المتنبي أو عنترة. أنتِ السماء الممطرة في صحراء العرب، والشمس الساطعة في قلب غيمات أوروبا. أنتِ بلا شك، بقعةَ نورٍ ظلّت طريقها فوصلت إلى هذا الجزء من العالم المكتظ بكل ما هو محبط، حتى أصبحتِ لأهله الأمل، وأعدتِ لهم تعريف المستقبل.

الكل فيكِ يجتهد حتى يشعر بالسعادة التي تمنحينها دون تردد. الكل فيكِ يتوق للقائك في الصباح حتى يتجمل بكِ، والكل فيكِ يتسابق معكِ سعياً للوصول إلى شيءٍ من تألقك. الكل فيك مشغولٌ بتحقيق أحلامه، لأنكِ الأرض التي احتضنت كل الأحلام؛ ولأنكِ مختلفة، فقد اختلف فيكِ البشر، واختلفت أفكارهم وطموحاتهم 
واهتماماتهم. أنتِ أهديتِ الناس أجمل هدية، وأهم معنى للحياة. أهديتهم حب العمل، وحب النجاح، وحب الحياة.

بعيداً عن الأرقام القياسية التي تحققينها كل يوم، وتصدركِ عناوين أغلب صحف العالم كل صباح، ووصول الماليين إليكِ ليروا بأعينهم ذلك السحر الذي سمعوا عنه في مكانٍ بعيدٍ جداً عنك. بعيداً عن كل هذا، أحبكِ لأني أرى فيكِ كرم أهلنا الذين رحلوا، وأرى فيكِ تعب أبناءك المخلصون. أحبك لأنكِ الصباح الذي أشرق على من سهروا يعملون من أجلك، ولأنكِ الدواء الذي يشفي من أنهكته مزح الحياة الثقيلة. أنتِ المرأة التي تبذل الكثير من الجهد حتى يخرج ضيوفها من بيتها وهم سعداء مبتسمون، فتشتاق إليهم فور خروجهم. أنتِ الطفل 
الرضيع الذي يُنسي الأب همّ يومه المتعِب. أنتِ المثل الأعلى، وسقف الطموح. أنتِ القدوة، وعطر الروح.

حين فزتِ باستضافة أكبر معارض العالم وأحد أهم أحداثه، وبعد أن شاهدت وسمعت مباركة كل العرب لكِ ولشعبك، وسعادتهم الغامرة التي كادت تفوق سعادة أبنائك، نظرت لصديقي وقلت: يحبونها كثيراً. فقال لي: لأنها تحبهم، تحبهم جميعاً.

أدعو الله أن تبقي هكذا مشّعة، متألقة، مصدراً للأمل وعنواناً له.
 أحبك جداً، يا دانة الدنيا وجنتها.
 يا سيدتي الجميلة، دبي. 

No comments:

Post a Comment